ولذلك جاءت النصوص ببيان مزية الصحابة، وعلو درجاتهم، قال تعالى: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ ﴾ (١) فوصفهم بصفات جليلة، وأثنى عليهم وقال تعالى: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ ﴾ (٢) والنصوص في فضل الصحابة وبيان مكانتهم كثيرة، ومن خص الصحبة بمن أسلم قبل فتح مكة، فهذا قد أخطأ خطأ قاطعا، وخالف دلالة النصوص الشرعية، ونجزم بخطأ قوله، ومخالفته للحق والصواب، وأنه على معتقد فاسد وخاطئ.
قوله هنا: والتابعين، يعني من اتبع النبي - ﷺ - كما في قوله -جل وعلا-: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ﴾ (٣) وحينئذ يكون هذا الاسم شاملا للصحابة والآل، وقد يقال في التابعين بأن المراد بهذا اللفظ، هم من اتبع الصحابة، يعني والتابعين للصحابة، كما في قوله سبحانه: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ
...............................................................................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ
tûïجچةf"ygكJّ٩$# وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ ;M"Zy_ ﴾ (٤) وكلاهما مراد، ولا مانع منه.
(٢) - سورة التوبة آية : ١٠٠.
(٣) - سورة يوسف آية : ١٠٨.
(٤) - سورة التوبة آية : ١٠٠.