ـــــــــــــــــــــــــــــ
#Zژچخgsك (٨٨) } (١) فالمراد هذا الذي بين أيدينا، كلام الله حقيقة، بمعنى أن الله - عز وجل - قد تكلم به حقيقة، أي ليس على سبيل المجاز، والدليل على أم الله - عز وجل - قد تكلم بهذا القرآن الذي بين أيدينا حقيقة، النصوص الشرعية المتكاثرة في الدلالة على ذلك قال سبحانه: ﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ﴾ (٢) فدل ذلك على أن المسموع هو كلام الله -سبحانه وتعالى-، وقال سبحانه ﴿ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ ﴾ (٣) فسماه كلام الله، وجعل المسموع هو كلام الله، والأصل في الكلام هو الحقيقة، وليس المجاز.
منزل غير مخلوق: يعني أن الله - عز وجل - قد أنزله من عنده، كما قال -جل وعلا- ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ ﴾ (٤) ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ ﴾ (٥) ونحو ذلك من النصوص، قوله: غير مخلوق، فإن صفات الله - عز وجل - ليست مخلوقة، والقرآن كلام الله، وكلامه صفة من صفاته، وحينئذ لا يكون مخلوقا، وهذا قول أهل السنة قاطبة، لا شك عندهم في ذلك ولا مرية، وأنتم تعرفون ما حصل لأئمة الإسلام في هذه الكلمة في العصور الأول، ولا شك أن الله - عز وجل - يتكلم، فإنه قد وصف الله نفسه بالكلام ﴿ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا (١٦٤) ﴾ (٦) ووصف نفسه بالقول: ﴿ إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ ﴾ (٧) ﴿ * وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا ﴾ (٨).
................................................................................................................

(١) - سورة الإسراء آية : ٨٨.
(٢) - سورة التوبة آية : ٦.
(٣) - سورة البقرة آية : ٧٥.
(٤) - سورة الكهف آية : ١.
(٥) - سورة النحل آية : ٨٩.
(٦) - سورة النساء آية : ١٦٤.
(٧) - سورة النحل آية : ٤٠.
(٨) - سورة النحل آية : ٥١.


الصفحة التالية
Icon