ـــــــــــــــــــــــــــــ
ووصف نفسه بالنداء ﴿ نَادَاهُ رَبُّهُ ﴾ (١) ووصف نفسه بالمناجاة.
منزل غير مخلوق سمعه جبريل، يعني أن جبريل -عليه السلام-، وجبريل هو أحد الملائكة الموكل بإنزال الوحي، الذي تحصل به حياة القلوب، من الله - عز وجل - فجبريل -عليه السلام- هو الذي سمعه من الله -سبحانه وتعالى-، ونزل هذا الكتاب من عند الله -سبحانه وتعالى- إلينا، والنصوص في الدلالة على أن جبريل قد أنزل هذا الكتاب كثيرة، قال سبحانه: ﴿ قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ ﴾ (٢) وقال -جل وعلا- في سورة النحل: ﴿ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ ﴾ (٣) فوصف هذا الملك الكريم جبريل -عليه السلام- بإنزال هذا الكتاب من عند الله -سبحانه وتعالى-.
وسمعه محمد - ﷺ - من جبريل، وسمعه الصحابة من محمد - ﷺ - فهذا المسموع هو كلام الله -سبحانه وتعالى- حقيقة، ومن هنا نعلم أن من نفى هذه الصفة فهو خاطئ، صفة الكلام، أو نفى أن يكون القرآن كلام الله، فإنه خاطئ لمخالفته للنصوص الشرعية، وهو يعني هذا القرآن.

(١) - سورة النازعات آية : ١٦.
(٢) - سورة البقرة آية : ٩٧.
(٣) - سورة النحل آية : ١٠٢.


الصفحة التالية
Icon