ولكن الأمة لا زالت محتاجة للنظر في هذا القرآن، لا زالت محتاجة لتدبر معانيه، فما دون في تفسير القرآن، فإنه لا يكفي لبيان مراد الله - عز وجل - فإن هذا القرآن فيه من المعاني ما لا يمكن أن يحصيه بشر، فيه من المعاني والدلالات ما لا يخلق عن كثرة الرد، فكلما قرأنا هذا القرآن، وجدنا فيه معاني لم نكن قد توصلنا إليها فيما سبق، وحينئذ حث العلماء على تدبر القرآن، وتبين مراد الله به، وقرروا بأنه لا يكفي معرفة ما دون في تفسير كتاب الله - عز وجل -.
ومن ثم حرص العلماء على تدوين القواعد، التي يمكن من خلالها معرفة مراد الله - عز وجل - في كتابه العظيم، فألفوا مؤلفات في أصول التفسير، ومن أعظم ما ألف في ذلك رسالة أصول التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية، فهي عظيمة ونافعة، وقد تناولها العلماء بالشرح والبيان والتقريب، وإن كانت تحتاج إلى تقرير لما فيها، وتحتاج إلى زيادة القواعد التي ذكرها العلماء في تفسير القرآن، وعلماء التفسير لم يغفلوا هذه القواعد، بل ذكروا في مقدمات تفسيرهم، العديد من قواعد التفسير وأصوله.