وممن ألف في أصول التفسير الشيخ العلامة عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي، المولود في العقد الثاني من القرن الرابع عشر، والشيخ عبد الرحمن معروف بتوجهه للعلم، ومعروف بأمانته، ومعروف بعلمه، وقد درس على علماء زمانه، فدرس على الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف، والشيخ سليمان بن سحمان، والشيخ حمد بن فارس، والشيخ محمد بن مانع، والشيخ عبد الله العنقري، وطبقة هؤلاء من العلماء، وقد كان مشرفا على الطبع في مطبعة الحكومة في مكة، ثم كان أمينا للمكتبة السعودية في الرياض، وقد كتب مؤلفات عديدة من أعظمها كتابه في أصول الأحكام، الذي جمع فيه أحاديث الأحكام، ثم شرح هذه الأصول في أربعة مجلدات معروفة مطبوعة متداولة، وكتابه كتاب عظيم نافع، ومن مؤلفاته أيضا كتاب حاشية الروض المربع، التي اعتنى بطبعها وتنسيقها وإعادة النظر فيها، فضيلة الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين، وله كتب عديدة وحواش مفيدة على كثير من كتب أهل العلم، سواء في العقيدة أو في الفقه، أو في التفسير أو في النحو واللغة العربية.
وقد قام بعملين جليلين عظيمين، يتمثلان في جمع فتاوى العلماء، فجمع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية التي ما زال الناس ينهلون من علومها، وطبعت في خمس وثلاثين مجلدا، ثم قام بفهرسة هذه الفتاوى في مجلدين، فأصبح الجميع سبعا وثلاثين مجلدا، والعمل الثاني للشيخ -رحمه الله- جمْعه لفتاوى علماء نجد، في كتابه الدرر السنية، ولعلنا نقرأ في مقدمة الشيخ في أصول التفسير، نعم.
مقدمة التفسير
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، قال الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم -رحمه الله تعالى-: