مقدمة التفسير بسم الله الرحمن الرحيم "الحمد لله الذي أنزل الكتاب تبيانا لكل شيء، وهدى للمتقين، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الصادق الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه التابعين، وسلم تسليما كثيرا، أما بعد:
فهذه مقدمة في التفسير، تعين على فهم القرآن العظيم، الجدير بأن تصرف له الهمم، ففيه الهدى والنور، ومن أخذ به هدي إلى صراط مستقيم.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
نعم، نقف على هذا مما أغفلناه في ترجمة الشيخ عبد الرحمن بن قاسم -رحمه الله- ما هو مذكور عندكم من سنة وفاته، فقد توفي -رحمه الله- سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة وألف، وللشيخ -رحمه الله- أبناء أفاضل، ما زلنا نشاهد من أبنائه ما يسر له الخاطر.
قول المؤلف هنا: (مقدمة) إما أن تكون اسم فاعل بكسر الدال؛ لأنها تتقدم غيرها، وإما أن تكون اسم مفعول مقدمة، بمعنى أن المؤلف أو العلماء أو أهل التفسير يقدمونها على غيرها، ويجعلونها سابقة لغيرها، وأصول التفسير المراد بالأصل في اللغة الأساس؛ ولذلك أصل الشجرة أساسها الذي تقوم عليه، قال تعالى: ﴿ أَصْلُهَا ثَابِتٌ ﴾ (١) وبعض العلماء من الأصوليين وغيرهم يقول: إن الأصل ما يبنى عليه غيره، وفي هذا نظر؛ لأن السقف يبنى على الجدار، ومع ذلك ليس الجدار أصلا للسقف.
................................................................................................................. ـــــــــــــــــــــــــــــ
والتفسير هو التوضيح والبيان قال تعالى: ﴿ وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (٣٣) ﴾ (٢) والمقصود هنا بالتفسير بيان مراد الله -سبحانه وتعالى- في كتابه القرآن الكريم، حسب ما يظهر لنا.
(٢) - سورة الفرقان آية : ٣٣.