وعلم أصول التفسير: يراد به القواعد الكلية التي نتمكن بواسطتها من فهم القرآن وتفسيره، ومن خلال هذا تعرف أن موضوع هذا العلم هو القرآن الكريم، كلام الله - عز وجل - ويمكن أن نتعرف على الفوائد التي سنجنيها من علم أصول التفسير، من خلال ما يأتي:
أولا: بواسطة هذا العلم -علم أصول التفسير- نتمكن من فهم كلام الله - عز وجل - فأصول التفسير هي المناهج التي تبين لنا الطريق الذي يلتزمه المفسر في كلام الله تعالى، ولا شك أن لكلام الله مزية وخاصية، وأن تدبر القرآن أمر مطلوب، قال تعالى: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ ﴾ (١) قال تعالى: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ ﴾ (٢).
وثانيا: من فوائد معرفة أصول التفسير، أننا نسلم من الإثم المرتب على القول على الله بلا علم، ومن تفسير القرآن بالرأي المجرد، وقد تواترت النصوص في بيان عظم إثم من قال على الله بلا علم، قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ ﴾ (٣) إلى أن قال: ﴿ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (٣٣) ﴾ (٤) وقال سبحانه: ﴿ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (١٦٨) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (١٦٩) ﴾ (٥) ومن لم يتمكن من معرفة هذه القواعد -قواعد التفسير- فإنه حينئذ يحرم عليه أن يفسر القرآن، ويجب عليه في فهم القرآن أن يعتمد على فهم غيره، ما لم يكن معروفا بأصل اللغة.
.............................................................................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ

(١) - سورة ص آية : ٢٩.
(٢) - سورة النساء آية : ٨٢.
(٣) - سورة الأعراف آية : ٣٣.
(٤) - سورة الأعراف آية : ٣٣.
(٥) - سورة البقرة آية : ١٦٨-١٦٩.


الصفحة التالية
Icon