ومن فوائد معرفة أصول التفسير: الترجيح بين أقوال المفسرين، فنحن عند قراءة تفسير القرآن، نجد أقوالا مختلفة، فطائفة يفسرونها بقول، وطائفة يفسرون الآية بقول آخر، ما هو الراجح من هذه الأقوال؟ يمكن أن نتعرفه من خلال معرفة أصول التفسير.
ومن فوائد هذا العلم أيضا: أن نحكم على أقوال المفسرين تصويبا وتخطئة، فعندما نعرف هذه القواعد، ثم نجد قولا لأحد من المفسرين يفسر القرآن، فإننا نطبق هذه القواعد على قوله، فننظر هل قوله قول صائب، أو هو قول خاطئ.
ومن فوائد معرفة أصول التفسير أيضا: أننا نتمكن من معرفة الأحكام الشرعية الواردة في القرآن، فإننا إذا عرفنا معاني القرآن من خلال قواعد التفسير وأصوله، تمكنا من استخراج الأحكام الشرعية.
وكذلك من فوائده: أن نعرف أحكام النوازل الجديدة، والمسائل الحادثة، فإن هذا القرآن العظيم قد بين الله أنه جعله تبيانا لكل شيء، وكل ما احتجنا إليه من أحكام الشريعة، فهو موجود في الأدلة الشرعية، فحينئذ عندما تأتينا مسألة جديدة، فلا بد أن يكون حكمها موجودا في كتاب الله، أو في سنة رسوله، نصا أو استنباطا، كما قال -جل وعلا-: ﴿ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ﴾ (١) فحينئذ كيف يستنبطونه؟ بواسطة هذه القواعد -قواعد التفسير وأصوله-، وبمراعاة هذه القواعد، نسلم بإذن الله من الخطأ في التفسير.