قواعد التفسير وأصوله كانت موجودة في عهد النبوة؛ ولذلك لما أمر الله - عز وجل - نبيه - ﷺ - بإيضاح الكتاب وتبيينه للأمة، وبين الله - عز وجل - أنه سيبينه، وأن على الله البيان، فحينئذ نأخذ من هذا قواعد للتفسير، منها أولا أن القرآن يفسر القرآن، ومنها أيضا أن السنة تفسر القرآن، كما قال الله تعالى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (٤٤) ﴾ (١).
ثم في عصر الصحابة -رضوان الله عليهم-، كان الصحابة يرجعون إلى دلالات اللغة في فهم الكتاب، وكان لديهم من القواعد الشرعية ما يؤهلهم لفهم كتاب الله - عز وجل - وحينئذ فهذا العلم كان موجودا في عهد النبوة، موجودا في عهد
.............................................................................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الصحابة -رضوان الله عليهم-، لكنه لم يدون في تلك العصور- وإنما ابتدأ تدوين هذا العلم عند البدء في تدوين علم أصول الفقه، فإنه من المعلوم عندكم أن من أوائل من ألف في أصول الفقه هو الإمام الشافعي -رحمه الله-، في كتابه الرسالة، فلما كتب هذا الكتاب -كتاب الرسالة-، ضمنه العديد من قواعد التفسير، من جهة البيان والعموم والخصوص، ونحو ذلك من مباحث قواعد التفسير، ثم بعد ذلك ضمن علماء أصول الفقه مؤلفاتهم في هذا العلم، قواعد متعلقة بالتفسير، فكانت هذه القواعد مما يستنير له العلماء، في فهم كتاب الله - عز وجل -.