الناسخ والمنسوخ : يرد النسخ بمعنى الإزالة، ومنه ﴿ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ﴾ (١) وبمعنى التبديل: ﴿ وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ ﴾ (٢) وهو ثلاثة: ما نسخ تلاوته وحكمه كـ " عشر رضعات" أو تلاوته دون حكمه كآية الرجم، أو حكمه دون تلاوته وصنفت فيه الكتب وهو قليل، ولا يقع إلا في الأمر والنهي ولو بلفظ الخبر.....
ـــــــــــــــــــــــــــــ
نعم، ذكر المؤلف هنا عددا من مواضيع مقدمة التفسير: أولها ما يتعلق بمواضع نزوله، يعني: المَواطن التي نزل فيها القرآن سواء كان متعلقا بالمكان أو متعلقا بالزمان.
.................................................................................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قال المؤلف: هنا "أجمعوا على أن القرآن مائة وأربع عشرة سورة" وقوله هنا: أجمعوا ظاهره يراد به إجماع الأمة واتفاقها قاطبة، وتقدم معنا أن الإجماع من الأدلة الشرعية التي دلت النصوص على حجيته وعلى وجوب العمل به. قال: "مائة وأربع عشرة سورة" والمراد بالسورة مأخوذ من السور، كأنه الحد الذي يحجزها عن غيرها.
وهذا الإجماع يتضمن حفظ القرآن من الزيادة والنقصان والتبديل، فقد تكفل الله - عز وجل - بحفظ هذا الكتاب ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (٩) ﴾ (٣) فإن قال قائل بأنه هناك القراءة الشاذة قد تكون في القرآن!
قيل: هذه القراءة الشاذة ليست قرآنا باتفاق، وإنما نقلها الصحابي عن النبي - ﷺ - وذلك أن النبي تكلم بكلمة على جهة التفسير في أثناء قراءته فظن الصحابي أن هذا التفسير من القرآن فنقله على أنه قرآن، فلما قارنا قراءة هذا الصحابي بقراءة غيره تبين لنا أن هذه الزيادة ليست من القرآن، فكانت شاذة.

(١) - سورة الحج آية : ٥٢.
(٢) - سورة النحل آية : ١٠١.
(٣) - سورة الحجر آية : ٩.


الصفحة التالية
Icon