إذا تأمل الإنسان السور المكية والسور المدنية وجد بينها فروقا، منها: أن الغالب في السور المكية أن تكون سورا قصارا بخلاف السور المدنية، والغالب في الآيات المكية أن تكون قصيرة بخلاف الآيات المدنية.
والسور المكية فيها غالبا تقرير أمور العقيدة، والمدنية نجد فيها مسائل الفرائض والأحكام والجهاد، وهذا في الغالب، وإلا فإن هناك أحكاما قد نزلت بمكة مثل الصلاة، وهناك آيات متعلقة بالعقيدة نزلت في المدينة يخاطب بها اليهود والنصارى كما في سورة "آل عمران"، وقد قال العلماء بأن كل سورة فيها سجدة فإنها مكية.
وليس الغرض هنا تقسيم السور إلى مكي ومدني ببيان السور المكية من المدنية، هذا ليس مرادا هنا؛ لأنه يطول، ولأن ذكر ذلك يحتاج إلى ذكر الخلاف في كل سورة من سور القرآن، ولكن سور القرآن من جهة المكية والمدنية على أربعة أنواع، منها:
ما هو مكي بحيث تكون كل آيات السورة مكية مثل سورة المدثر، ومن سور القرآن ما هو مدني كله ليس فيه آيات قد نزلت قبل الهجرة مثل سورة آل عمران، ومن سور القرآن ما هو مكي في الغالب، ويستثنى منه
.................................................................................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ
آيات نزلت بعد الهجرة مثل سورة الأعراف، ومنها ما هو مدني في غالبه، لكن بعض آياته نزلت قبل الهجرة فهي مكية مثل سورة الحج.
وقد اعتنى العلماء بالمكي والمدني حتى إن بعضهم وضع في ذلك مؤلفات، فقد ألف فيه مكي والعز الدريني في موضوع المكية والمدنية.