قال المؤلف: "ومنه النهاري والليلي" يعني: من سور القرآن ما هو نهاري نزل في النهار، ومنه ما هو ليلي يعني: نزل في الليل، وغالب آيات القرآن نزلت في النهار، والنازل في الليل قليل، جاء في حديث ابن عمر قال: " بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ أتاهم آت فقال: إن النبي - ﷺ - قد أنزل عليه الليلة قرآن " هذا دل على أن هذه الآيات نزلت بالليل.
وجاء في "صحيح" ابن حيان أن آخر سورة "آل عمران" نزلت بالليل، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " إني قد أُنزل علي الليلة آيات، ويل لمن قرأهن ولم يتدبرهن ".
وفي حديث الثلاثة الذين خلفوا نزلت التوبة في الليل؛ ولذلك وصل الخبر إلى كعب بن مالك في الفجر، وجاء في "صحيح البخاري" من حديث عمر أن سورة الفتح نزلت بالليل، وقال النبي - ﷺ - فيها: " لقد أنزلت على الليلة سورة هي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ".
وهذا يدلنا على اعتناء العلماء بآيات القرآن، ومعرفة أوقات نزولها، ويدلنا على العناية العظيمة بكتاب الله -سبحانه وتعالى.
قال المؤلف هنا: "والصيفي والشتائي" يعني: أن من آيات القرآن وسوره ما نزل في الصيف ومنها ما نزل في الشتاء، ومن أمثلة ذلك ما ذكر العلماء من أن آية الكلالة الأولى في سورة "النساء" نزلت في الشتاء، وأن آية الكلالة في آخر سورة "النساء" نزلت في الصيف.
ومن ذلك مثلا سورة "براءة" وما ذكر فيها من غزوة تبوك هذه نزلت في الصيف ﴿ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ ﴾ (١) وكذلك آيات براءة عائشة -رضي الله عنها- من حديث الإفك في سورة "النور" نزلت في الشتاء، وهذا يدلك على تحقق وعد الله -سبحانه وتعالى- بحفظ هذا الكتاب؛ فإن العلماء قد بذلوا فيه جهودهم في معرفة أحوال هذا الكتاب ومواطن نزوله.
.................................................................................................................