ـــــــــــــــــــــــــــــ
ثم ذكر المؤلف أول ما أنزل فقال: "إن أول ما أنزل سورة اقرأ وهي سورة العلق، وقد جاء في "الصحيحين" عن عائشة -رضي الله عنها- أن أول ما بُدئ به النبي - ﷺ - الوحي الرؤيا الصادقة.. إلى أن قالت: حتى فاجأه الحق وهو في غار حراء، فقال له: اقرأ. قال: ما أنا بقارئ.. إلى أن قال: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) ﴾ (١) إلى قوله: ﴿ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (٥) ﴾ (٢).
قال المؤلف: "ثم المدثر" يعني: أن السورة الثانية التي نزلت بعد "اقرأ" هي سورة "المدثر"، وقد ذكر عن جابر - رضي الله عنه - أن سورة "المدثر" نزلت قبل "اقرأ"، لكن المستند الذي استند عليه جابر - رضي الله عنه - لا يدل على تقدمها، وإنما في حديث جابر - رضي الله عنه - أنه لما بلغَ أهله نزلت عليه سورة "المدثر".
وقد ورد في حديث عائشة أن النبي - ﷺ - لما نزل من غار حراء ترجُف بَوادره أمر زوجته خديجة -رضي الله عنها- فغطته ودثرته فنزلت سورة "المدثر".
وقد اعترض بعض الناس على ذلك بما ورد في "الصحيحين" من حديث عائشة -رضي الله عنها- أن أول ما نزل من القرآن سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام، وسورة العلق ليس فيها ذكر الجنة والنار، وأجاب العلماء أن المراد بالحديث: إن من أوائل ما نزل السورة التي ذكر فيها الجنة والنار.

(١) - سورة العلق آية : ١.
(٢) - سورة العلق آية : ٥.


الصفحة التالية
Icon