واستدلوا على ذلك ثانيًا بأن الصحابة -رضوان الله عليهم- قد اختلفوا في ترتيب سور القرآن؛ ولذلك يقولون تأليف ابن مسعود وترتيبه لسور القرآن يخالف ترتيب غيره.
واستدلوا ثالثا على كون ترتيب سور القرآن اجتهاديا وليس نصيا ما ورد في حديث حذيفة " أن النبي - ﷺ - صلى صلاة الليل فقرأ سورة البقرة ثم سورة النساء ثم سورة آل عمران " مما يدل على أن الترتيب اجتهادي وليس نصيا.
والقول الآخر بأن ترتيب سور القرآن ثابت بالنص وليس ثابتا بطريق الاجتهاد واستدلوا على ذلك بعدد من الأدلة، منها: أن القرآن قد أنزل إلى السماء الدنيا في ليلة القدر، كما ورد عن ابن عباس مكتوبا، وهذه الكتابة لا بد أن تكون بترتيب، والمصحف الذي بين أيدينا مماثل لذلك المصحف المنزل إلى السماء الدنيا وكان موافقا له في ترتيبه.
واستدلوا على ذلك ثانيا بأن النبي - ﷺ - قد عرض على جبريل القرآن في رمضان الأخير عرضة تامة كاملة مرتين، وهذا العرض لا بد أن يكون بترتيب فيكون موافقا للترتيب الذي بين أيدينا.
واستدلوا على ذلك ثالثا بما ورد في حديث المرأة التي وهبت نفسها للنبي - ﷺ - فلم يردها النبي - ﷺ - " فجاء رجل فقال: يا رسول الله، زوجنيها " فقد جاء في بعض الروايات أنهم قالوا: وكان معه سورة البقرة، والسورة التي تليها مما يدل على أن الترتيب كان موجودا.
واستدلوا على ذلك رابعا بما ورد في الحديث أن القرآن يحاج عن صاحبه يوم القيامة يقدمه سورة البقرة وسورة آل عمران مما دل على أن هذا الترتيب معني ومقصود.
واستدلوا على ذلك أيضا بما ورد من أن النبي - ﷺ - قرأ السبع الطوال في ركعة مما يدل على أنها مرتبة كذلك.
.................................................................................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ


الصفحة التالية
Icon