قال: "وهو ثلاثة" يعني أن النسخ، من أمثلة النسخ ما ورد من نسخ عدد من الأحكام الشرعية مثل آية المصابرة، فإنه كان في أول الإسلام يحرم على الإنسان أن يفر من عشرة، ثم نسخ هذا إلى تحريم فرار الإنسان من اثنين ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ﴾ (١) ثم نسخت بقوله تعالى: ﴿ الْآَنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَن فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ﴾ (٢).
قال: "والنسخ ينقسم إلى ثلاثة أنواع": يعني النسخ ينقسم إلى ثلاثة أنواع:
النوع الأول: ما نسخت تلاوته وحكمه كـ "عشر رضعات" جاء في حديث عائشة - رضي الله عنه - كان فيما أنزل في القرآن عشر رضعات محرمات، فنسخن بخمس، فهنا كان في القرآن، نُسخت التلاوة، ونُسخ أيضا الحكم.
النوع الثاني: نسخ التلاوة دون الحكم، فالحكم باق، لكن تلاوة الآية رفعت ونسخت، ومن أمثلته قال: "كآية الرجم"؛ فإن الرجم قد نزل فيه آية قرآنية، ثم نسخ لفظها وبقي حكم الرجم، قال عمر - رضي الله عنه - نزلت آية
.................................................................................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الرجم ونحن مع النبي - ﷺ - فعقلناها وعملنا بها، ورجم النبي - ﷺ - ورجمنا بعده، فهنا الرجم كان فيه آية، هذه الآية نُسِخَ لفظها وتلاوتها وبقي حكمها، فالمحصن الزاني يرجم.

(١) - سورة الأنفال آية : ٦٥.
(٢) - سورة الأنفال آية : ٦٦.


الصفحة التالية
Icon