والناسخ والمنسوخ مهم أن نعرفه، وأن نتعلمه، وأن نعرف أحكامه، وألا نقول بحكم، ويكون ذلك الحكم منسوخا، ولذلك ورد عن الصحابة -رضوان الله عليهم- أنهم كانوا يقيمون من لا يعرف الناسخ من المنسوخ، إذا وجدوا أحدًا يقص، أو يحدث، وهو لا يعرف الناسخ من المنسوخ، أقاموه ومنعوه من الحديث، لئلا يوقع على الناس إشكالات في إيراد المنسوخ، وهو لا يعلم بناسخه، نسأل الله - عز وجل - أن يرزقنا، وإياكم علما نافعا، وعملا صالحا، وأن يجعلنا، وإياكم هداة مهتدين، وأن يرزقنا، وإياكم فهم كتابه العظيم، والعمل بما فيه، والسير على تعاليمه، كما نسأله سبحانه أن يصلح أحوال الأمة، وأن يردهم إلى دينه ردا جميلا، وأن يجعلهم متمسكين بهذا الكتاب العظيم، وصلى الله، وسلم على نبينا محمد.
س: سؤال: يقول سائل: كيف يكون القرآن مراعيا للغات العرب، وهو أنزل بلغة قريش؟
ج: لعل هذا يأتي في زيادة بيان فيما يأتي، ونذكر نماذج قد راعى فيها القرآن، أو ورد فيها القرآن بلغات، تكون من لغات العرب، مثال ذلك مثلا: لفظ الحِج، والحَج؛ فإن أهل الحجاز يختلفون عن أهل نجد في ذلك؛
.................................................................................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فبعضهم يقول: بالكسر الحِج، وبعضهم يقولها بالفتح: الحِج، وكلاهما قد ورد فيه قراءة سبعية متواترة، فهذا من لهجات العرب، التي ورد القرآن بها، ونزل القرآن بها، وكلاهما قراءة سبعية متواترة.
س: يقول السائل: ذكرتم ـ حفظكم الله ـ أنه يحرم مخالفة ترتيب السور، ألم يرد عن النبي - ﷺ - أنه خالف هذا الترتيب أحيانا، ويكون ذلك صارفا للحكم من التحريم إلى الكراهة؟