ج: بالنسبة للمخالفة للترتيب في القراءة؛ هذا لم نتطرق له، وإنما كلامنا السابق في ترتيب القرآن؛ هل هو نصي ثابت بطريق النص، أو هو باجتهاد، وللاجتهاد فيه مسار؟ ويترتب على ذلك؛ لو جاءنا إنسان قال: أنا سأرتب المصحف ترتيبا جديدا؛ بحسب نزوله، أو بحسب طول السور، أو بحسب أمر من الأمور، التي تجعلنا نخالف الترتيب السابق، هل هذا سائغ ويجوز لنا، أم ليس سائغا؟ هذا هو المراد. وقد وقع الإجماع على هذا الترتيب، وحينئذ لا يجوز لنا أن نغير ذلك.
نسأل الله - عز وجل - أن يرزقنا، وإياكم العلم النافع، والعمل الصالح، وصلى الله على محمد.
المحكم والمتشابه
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد.
نواصل الحديث فيما كنا بدأنا به، في الكلام عن مقدمة علم التفسير، نعم.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.
قال المصنف -رحمه الله تعالى-: المحكم والمتشابه، المحكم: يميز الحقيقة المقصودة. والمتشابه: يشبه هذا، ويشبه هذا. ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ ﴾ (١) ليفتنوا به الناس، فيضعونه على غير موضعه ﴿ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ﴾ (٢) وهو الحقيقة التي أخبر عنها؛ كالقيامة، وأشراطها ﴿ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ ﴾ (٣) وقته وصفته ﴿ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ ﴾ (٤) ولم ينفِ عنهم علم معناه، بل قال: ﴿ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ ﴾ (٥).

(١) - سورة آل عمران آية : ٧.
(٢) - سورة آل عمران آية : ٧.
(٣) - سورة آل عمران آية : ٧.
(٤) - سورة آل عمران آية : ٧.
(٥) - سورة ص آية : ٢٩.


الصفحة التالية
Icon