والقسم الثاني: الظاهر: وهو الذي يدل على معنيين؛ هو في أحدهما أظهر، وعلى ذلك، يكون الظاهر من المتشابه، والنص هو المحكم؛ بمعنى الإحكام، والتشابه الخاص.
ومثال ذلك: ما ورد في الحديث، أن النبي - ﷺ - قال: " أيما امرأة نكحت نفسها؛ فنكاحها باطل " امرأة هنا، ظاهرها العموم، يشمل الحرة، والآمة، فإذا جاء إنسان، وقال: المراد اللفظ؛ الأمة فقط، دون الحرة، فإنه حينئذ ترك المعني الظاهر، وذهب إلى معنى خفي، المقصود أن هذا اللفظ لفظ ظاهر.
القسم الثالث: المجمل: وسيأتي معناه.
هذا تقسيم الجمهور للألفاظ بحسب دلالتها.
الحنفية يقولون: الألفاظ تنقسم إلى قسمين:
ألفاظ خفية، وألفاظ واضحة؛ والألفاظ الواضحة، يقسمونها أربعة أقسام: الظاهر، والنص، والمفسر، والمحكم؛ والمحكم: أعلى أنواع الألفاظ من جهة وضوح الدلالة، وعدم ورود الاحتمال عليها.
.................................................................................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ
والقسم الثاني: خفي الدلالة، ويقسمونه أربعة أقسام: المجمل، والمشكل، والمتشابه، ويدخلون فيه المشترك، المقصود أن المراد هنا ليس اصطلاح العلماء، وإنما المراد معرفة المحكم، والمتشابه بالنسبة للقرآن، والذي يميز به تفسير قوله سبحانه: ﴿ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ﴾ (١).
قول المؤلف هنا: المحكم: هو الذي تميز فيه الحقيقة المقصودة؛ بحيث لا تلتبس بغيرها. ونجد أيضا من إطلاق العلماء للفظ المحكم، إطلاقه في مقابلة المنسوخ، فيقال: هذه الآية محكمة؛ بمعنى أنها غير منسوخة.

(١) - سورة آل عمران آية : ٧.


الصفحة التالية
Icon