النوع الثاني: المتشابه؛ المراد هنا: التشابه الخاص، وليس التشابه العام؛ لأن التشابه العام، كما تقدم؛ بمعنى تصديق بعضه لبعض، قال: "يشبه هذا ويشبه هذا"، يعني أن يوجد لفظ واحد، يحتمل أحد معنيين، فأهل الحق يعرفون المراد به من المعنيين، وأهل الخطأ يظنون أن المراد به المعني، الذي لم يرده الله - عز وجل - قال: ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ﴾ (١) ؛ بمعنى أنهم يفسرون اللفظ المحتمل للمعنيين بتفسير غير مراد للشارع، ﴿ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ ﴾ (٢) قال: ليفتنوا به الناس، إذا وضعوه على غير مواضعه؛ أي إذا فسروه على غير المراد به، ومن أمثلة ذلك: لو جاءنا إنسان، وقال: ﴿ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ ﴾ (٣) المراد بها الدعاء. نقول: هذا لفظ الصلاة، يحتمل أن يكون المراد به الدعاء، ومحتمل أن يكون المراد الصلاة، ذات الأفعال، والأقوال المبدوءة بالتكبير، المختومة بالتسليم، لكن لما قال: أقيموا، دلنا على أن المراد به المعنى الثاني، دون المعنى الأول، فإذا جاءنا إنسان، وفسر هذا اللفظ بالمعنى غير المراد، فإنه يكون حينئذ ممن اتبع المتشابه.
قال: ﴿ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ﴾ (٤) هناك مبحث قادم في المراد بلفظ التأويل، وأن العلماء بينوا أن المراد به ثلاثة معان، والمقصود هنا أن كلمة: ﴿ تَأْوِيلِهِ ﴾ (٥) ؛ يعنى الحقيقة التي يؤول الكلام إليها، مثال ذلك: أنت خارج
.................................................................................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ

(١) - سورة آل عمران آية : ٧.
(٢) - سورة آل عمران آية : ٧.
(٣) - سورة الأنعام آية : ٧٢.
(٤) - سورة آل عمران آية : ٧.
(٥) - سورة آل عمران آية : ٧.


الصفحة التالية
Icon