المسجد، فتقول: في المسجد درس علمي في أصول التفسير، فكلامك وأنت خارج لم تصل إلى تأويله؛ أي إلى الحقيقة التي تتكلم بها، فإذا دخلت إلى المسجد، فإنك حينئذ قد أصبت تأويل كلامك.
قال -جل وعلا-: ﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ ﴾ (١) ؛ يعني يأتي حقيقة المراد بالكلام، فإذا وقع يوم القيامة، فهذا حينئذ تأويل ما أخبر الله - عز وجل - به، فالمقصود أن كلمة التأويل، المراد بها ما يؤول إليه الكلام، وما يصير إليه، قال: "وهو الحقيقة التي أخبر عنها".
لفظ القيامة، ما تأويله على هذا؟ تأويله: وقوع ذلك اليوم، ومشاهدتك له.
معنى تأويل أشراط الساعة: وقوعها، ومشاهدتك لها.
قال: ﴿ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ ﴾ (٢) فسر المؤلف ذلك بوقته وصفته، الهاء في تأويله، ﴿ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ ﴾ (٣) الـ "ما": نافيه، حرف لا محل له من الإعراب. يعلم: بمعنى يعرف. تأويله: بمعنى الحقيقة التي يؤول إليها. والهاء: وقع الخلاف بينهم في المراد بها، الضمير هنا إلام يرجع؟ هل يرجع إلي المتشابه؟ يعني وما يعلم حقيقة المتشابه إلا الله؟ يعني ما يصير إليه وما يؤول إليه، أو المعنى المراد به، هذا أحد الأقوال فيها.
القول الثاني: ﴿ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ ﴾ (٤) يعني تأويل القرآن، لأن بداية الآية: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ ﴾ (٥) فيكون المراد: ﴿ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ ﴾ (٦) أي حقيقة ما يؤول إليه هذا الكتاب، من جهة الوقت والصفة إلا الله، فلا يعلم مقدار حقيقة الأمر، وقتا، وقدرا، ونوعا، وحقيقة، إلا الله -سبحانه وتعالى.
.................................................................................................................

(١) - سورة الأعراف آية : ٥٣.
(٢) - سورة آل عمران آية : ٧.
(٣) - سورة آل عمران آية : ٧.
(٤) - سورة آل عمران آية : ٧.
(٥) - سورة آل عمران آية : ٧.
(٦) - سورة آل عمران آية : ٧.


الصفحة التالية
Icon