المعنى الأول: أن يكون حقيقة صفات الله غير معلومة لنا، ومتشابهة في حقنا، فكيفية الصفة لا يعلمها إلا الله، فحينئذ يكون هذا المعنى صحيحا، إن آيات الصفات من المتشابه؛ بمعنى أننا لا نعلم كيفيتها، ولا حقيقتها ولا حقيقة ما يؤول إليه لفظ الصفة.
والمعنى الثاني: الذي يحتمله كلام الموفق، أن معنى صفات الله من المتشابه، ولذلك فنحن ننفي هذه المعاني؛ سواء أولناها، أو فوضناها، أولناها؛ بمعنى أن نقول: ظاهر هذه الصفات، ومعناها في اللغة غير مراد، والمراد بها كذا، مثال ذلك: أن نقول: المراد بقوله: استوى؛ استولى، وليس المراد بها الاستواء حقيقة، وأما التفويض، فأن
.................................................................................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ
تكل علمها إلى الله، مع نفى المعنى الظاهر. قوله: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (٥) ﴾ (١) الله أعلم بمعناها، فنحن لا نعرف معناها، فلا نثبت لهذا اللفظ معنى. قال شيخ الإسلام، ابن تيمية: وثبت أن اتباع المتشابه ليس في خصوص الصفات؛ يعني التشابه ليس خاصا بآيات الصفات، بل كما يقع التشابه في آيات الصفات، يقع التشابه في غيرها.