قال -رحمه الله-: التأويل: التأويل في القرآن: نفي وقوع المخبر به، وعند السلف: تفسير الكلام، وبيان معناه، وعند المتأخرين من المتكلمة، والمتفقهة، ونحوهم: هو صرف اللفظ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح، بدليل يقترن به، أو حمل ظاهر على محتمل مرجوح، وما تؤوله القرامطة، والباطنية للأخبار، والأوامر، والفلاسفة للإخبار عن الله، واليوم الآخر، والجهمية، والمعتزلة، وغيرهم في بعض ما جاء في اليوم الآخر، وفي آيات القدر، وآيات الصفات، هو من تحريف الكلم عن مواضعه.
قال الشيخ: وطوائف من السلف أخطئوا في معنى التأويل المنفى، وفى الذي أثبتوه، والتأويل المردود: هو صرف الكلم عن ظاهره إلى ما يخالف ظاهره.
قال: ولم يقل أحد من السلف: ظاهر هذا غير مراد، ولا قال: هذه الآية، أو هذا الحديث مصروف عن ظاهره، مع أنهم قد قالوا مثل ذلك في آيات الأحكام المصروفة عن عمومها، وظواهرها، وتكلموا فيما يستشكل مما قد يتوهم أنه متناقض.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ذكر المؤلف هنا مبحث التأويل، وبين أن لفظ التأويل، يطلق على ثلاثة معان:
الأول: إطلاق لفظ التأويل على حقيقة ما يؤول إليه الكلام، فلما تحدث عن السباحة حديثا بلسانك، فحقيقة هذه السباحة هي كونك تسبح، فإذا سبحت بعد ذلك، يكون تأويلا لكلامك، وهذا المعنى من معاني التأويل، هو المراد بلفظ التأويل في الكتاب والسنة، قال تعالى: ﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ ﴾ (١) ؛ يعنى يقع يوم القيامة.
.................................................................................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ

(١) - سورة الأعراف آية : ٥٣.


الصفحة التالية
Icon