قال الشيخ -المراد بالشيخ؛ شيخ الإسلام ابن تيمية- قال: وطوائف من السلف أخطئوا في معني التأويل المنفي، وفي الذي أثبتوه في قوله تعالى: ﴿ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ﴾ (١) فسروا كلمة تأويله بخلاف المراد به ﴿ وَمَا يَعْلَمُ ﴾ (٢) هنا نفي للتأويل، وما يعلم تأويله إلا الله، هذا إثبات، يقول: طوائف من السلف أخطئوا في معنى التأويل المنفي في هذه الآية، فظنوا مثلا أن المراد به المعنى الثاني، أو الثالث، والمراد به حقيقة هو ما يؤول إليه الكلام، ويرجع إليه، وليس المراد به التفسير، وهو المعنى الثاني، وليس المراد به كذلك صرف اللفظ عن ظاهره.
"وفى الذي أثبتوه، قال: "والتأويل المردود: هو صرف الكلم عن ظاهره إلى ما يخلف الظاهر". تقدم معنى أن التأويل الفاسد المردود، هو الذي لم يقترن بدليل صرف اللفظ عن ظاهره، بدون الاستناد إلى دليل.
قال المؤلف: "ولم يقل"؛ أي لم يتكلم أحد "من السلف" بقوله، "ظاهر هذا اللفظ غير مراد"؛ يعنى في آيات الصفات، وهذه الكلمة -كلمة ظاهر هذا اللفظ غير مراد- لم ترد عن سلف الأمة، ولم يقولوا: هذه الآية، أو هذا
.................................................................................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ

(١) - سورة آل عمران آية : ٧.
(٢) - سورة آل عمران آية : ٧.


الصفحة التالية
Icon