لعلنا نقف على هذا. نسأل الله - عز وجل - أن يرزقنا علما نافعا، وعملا صالحا، وأن يجعلنا وإياكم هداة مهتدين، وأن يرزقنا وإياكم الإنابة إليه، والتوبة النصوح، وأن يصلح أحوال الأمة، وأن يردهم إلى دينه ردا جميلا، كما
نسأله سبحانه أن يوفق ولاة أمور المسلمين للحكم بشريعته، والعمل بسنة نبيه - ﷺ - والله أعلم، وصلى الله، وسلم على نبينا محمد.
الحمد لله، وبعد، فبإذن الله - عز وجل - نواصل الحديث في مقدمة التفسير.
نَفْي المجاز
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله، وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. قال المصنف - رحمه الله تعالى-:نفي المجاز: صرح بنفيه المحققون، ولم يُحفظ عن أحد من الأئمة القول به، وإنما حدث تقسيم الكلام إلى: حقيقة، ومجاز، بعد القرون المفضلة، فتذرع به الجهمية، والمعتزلة إلى الإلحاد في الصفات.
قال الشيخ: ولم يتكلم الرب به، ولا رسوله، ولا أصحابه، ولا التابعون لهم بإحسان، ومن يتكلم به من أهل اللغة، يقول في بعض الآيات: هذا من مجاز اللغة، ومراده أن هذا مما يجوز في اللغة؛ لم يرد هذا التقسيم الحادث، لا سيما، وقد قالوا: إن المجاز يصح نفيه، فكيف يصح حمل الآيات القرآنية على مثل ذلك، ولا يهولنّك إطباق المتأخرين عليه، فإنهم قد أطبقوا على ما هو شر منه.
وذكر ابن القيم خمسين وجها في بطلان القول بالمجاز، وكلام الله، وكلام رسوله منزه عن ذلك.
ـــــــــــــــــــــــ
نعم، ذكر المؤلف في هذا الفصل ما يتعلق بنفي المجاز، يقسم كثير من المؤلفين في أصول الفقه، وفي مقدمات التفسير، وفي البلاغة الكلام إلى حقيقة ومجاز، ولهم منهجان في حقيقة كل من هذين القسمين: فطائفة تقول: الحقيقة: هي اللفظ المستعمل فيما وضع له أولا، وأن ذات اللفظ يسمى حقيقة. والمجاز: هو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له، علي وجه يصح.
.................................................................................................................