١- وبعضهم لا يحفظ " التحفة ولا الجزرية "، وهم كثيرون جداً، وبعضُ مَن يأتي إليَّ يقول لي : أريد أن أقرأ القرآن، وأنا قرأت على فضيلة الشيخ العلامة فلان، وفضيلة الشيخ الدكتور فلان، فأقول له : هل تحفظ " التحفة والجزرية " ؟ فيقول : لا، يا إخواني الكرام : اذهبوا إلى أيّ شيخ من المشايخ الكبار الذي قرأ عليه بالمئات، وقولوا له : يا شيخ كم طالباً من الذين قرءوا عليكم القرآن قرأ أوحَفِظَ عليك متني " التحفة والجزرية " ؟، وانتظر الجواب.
وأيضاً بعض الناس يَقْرَءُون القراءات العشر دون حفظ لمتني" الشاطبية والدرة " ؛ بل يَقْرَءُون من خلال كتاب" البدور الزاهرة " للشيخ القاضي - رحمه الله -، وغيره من الكتب التي أفردت القراءات، فيقرأ هذا الطالب " القراءات السبع " أو " العشر " من خلال هذه الكتب قراءة صحيحة من حيث " الأصول والفرش" ؛ فهل هذا الطالب يعتبر مجازاً في متني" الشاطبية والدرة " مثلاً بالسند المتصل إلى صاحبهما ؟!، فإن قلتم نعم : أقول : كيف ذلك وهو لا يستطيع أن يقرأ مقدمة" الشاطبية والدرة "، فضلاً عن بقية المتن ؟!، والكل يعلم صعوبة متن" الدرة" في ألفاظه، وإن قلتم لا : أقول : نفس الأمر في" الجزرية " وغيرهما، كيف يكون مجازاً فيها، وهو ربما لا يستطيع قراءة باب منها كما هو حال البعض؟
وإن قلتم لا بد من حفظ" الشاطبية والدرة "لقراءة القراءات العشر : أقول : هذا الكلام مردود (١)؛ حيث إن المتن سبب لاستحضار القراءات ومعرفتها جيداً، فكيف كان حال من كان قبل" الشاطبي، وابن الجزري" في قراءة القراءات ؟ إذاً قراءتهم باطلة، طالما أننا قلنا بوجوب قراءة القراءات من خلال حفظ " الشاطبية والدرة ".
وكما قال ابن الجزري - رحمه الله - في المنجد :