"ويلزمه أيضا أن يحفظ كتابا مشتملا على ما يقرئ به من القراءات أصولا وفرشا، وإلا دخله الوهم والغلط فى كثير ". اهـ
فهذا يدل على أن الطالب يكفيه أن يحفظ كتاباً، أو أن يقرأ من خلاله قراءة صحيحة فقط، والأصل هو : أداء الرواية أو القراءة أو القراءات أداءً صحيحاً من حيث " الأصول والفرش".
" تنبيه "
لا يلزم من كلامي السابق : أن الطالب الذي يقرأ القراءات لابد أن يحفظ أو يقرأ متني " الشاطبية والدرة " على شيخه ثم يأخذ فيهما سنداً، وكذلك متني " التحفة والجزرية "، فكم من عالم يحفظ هذه المتون ويدرِّسها ؛ ولكنه ليس معه فيها سنداً، وإنما كلامي منصب على مسألة معينة، وهي: الرد على مَن زعم عدم وجود سند خاص في المتون.
٢- والبعض لا يعرف أيَّ شيءٍ عن أحكام التجويد أصلاً، لا من "كتاب ولا متن "؛ بل يقرأ عملياً فقط كما سمع من الأشرطة، وأكثر الشيوخ تسمع فقط ولا تسأل عن أحكام التجويد.
٣- إذا كان البعض يحفظ متني" التحفة والجزرية "، ولم يقرأهما على شيخه، فما يدرينا أن هذا الطالب يحفظهما حفظاً جيداً خالياً من الأخطاء ؟ أو يقوم بتعليمهما أو تحفيظهما لغيره دون أخطاء، وبالتالي يقع المحظور من الألحان وغيرها، وكما قيل :
مَنْ يأخذِ العلمَ عَنْ شَيْخٍ مُشَافَهَةً............. يَكُنْ عَنْ الزَّيْغِ وَالتَّصْحِيفِ فِي حَرَمِ
وَمَنْ يَكُنْ آخِذاً لِلْعِلْمِ مِنْ كُتُبِ............. فَعِلْمُهُ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ كَالْعَدَمِ
٤- إذا سلَّمنا أن بعض المشايخ قرأ على شيخه هذين المتنين - كما يقول البعض -، فما يدرينا أن شيخه معه إجازة خاصة بذلك المتن ؟، وأيضاً ما يدرينا أن شيخه قرأ على شيخه وشيخه على شيخه وهكذا.. حتى يتصل السند بالقراءة - دون انقطاع أو سقط - إلى صاحبه ؟، فينبغي البحث عن شيخ قرأ المتن على شيخه، وشيخه على شيخه وهكذا.... حتى يتصل السند إلى صاحبه بالقراءة.