٥- بعد فتح المجال الآن للقراءة من المصحف نظراً عند بعض المشايخ، هل هذا يجعل الطالب يحفظ متني " التحفة والجزرية " ؟ فكيف يكون حال الطالب الذي لم يحفظ القرآن، وربما يقع في أخطاء جلية وهو يقرأ من المصحف، فكيف نقول عن هذا الطالب : إنه مجاز في " التحفة والجزرية "، وهو قرأ القرآن كله من المصحف(١)، وبالتالي نادراً من يحفظ المتنين بهذه الطريقة ؛ إلا أن تكون همته عالية، فيقرأ القرآن من المصحف، ويقرأ " التحفة والجزرية " على شيخه غيباً عن ظهر قلب.
رابعاً : افترضنا أن الطالب قرأ " التحفة والجزرية " على شيخه مع قراءته للقرآن، هل شيخه قرأ هذين المتنين على شيخه وشيخه كذلك حتى نتيقَّن أن السند متصل بالقراءة إلى صاحب المتن ؟
قد رددنا على هذه الجزئية في الكلام الذي مضى، والحمد لله.
الخلاصة :

(١) القراءة بالنظر فى المصحف، وإن كانت مضبوطة مع التجويد، لكن ينقصها التلقي عن ظهر قلب حتى يبقى جميع السند مسلسلاً بهذه الصفة، والأصل أن الطالب يعرض القرآن الكريم كله على شيخه حفظاً عن ظهر قلب ؛ والعرض من المصحف وإن جوَّزه بعض العلماء كالسيوطي في الإتقان (١/١٣١ ) ؛ ولكن هذا الأمر فتح الباب على مصرعيه الآن، فأصبح الذي يقرأ من المصحف يستوي مع من يقرأ من حفظه، فضلا عن الاستواء في السند عن الشيخ.
قال الدكتور/ محمد بن فوزان - حفظه الله - في إجازات القراء ص ٥٩ :
والذي يظهر لي - والله أعلم - جواز هذا النوع من الإجازات بشروط هي :
- عدم قدرة القاري على الحفظ.
- الإفادة في الإجازة بأنه أُجيز بقراءته من المصحف مباشرة.
- يُمنع المجاز بهذه الطريقة من إجازة غيره فهي له بمثابة إجازة خاصة.
- عدم فتح هذا النوع من الإجازة أمام عامة الناس والضرورات تقدر بقدرها.
أقول : وبعضهم قال : إذا أراد المُجاز أن يُقرئ غيره ؛ فليقرئه من المصحف كما قرأ هو على شيخه من المصحف، والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon