أما بعد : فإن أصدقَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وأحسنَ الهدي هديُ محمّدٍ ؟ وشرَّ الأمورِ محدثاتُهَا، وكلَّ محدثةًٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النّارِ، وبعد :
فلما رأيت كثيرا ًمن إخواني طلاب علم التجويد مقبلون علي تعلم هذا العلم- خاصة في الآونة الأخيرة - وكان الأساس في ذلك حفظ المتون ؛ وذلك لأن المتون الشرعية هي : أداة كل فن ويستطيع الطالب أن يجمع شتات المادة العلمية في ذهنه بحفظ متن لها؛ لذا قالوا: "من حفظ المتون حاز الفنون " ؛ فمن أراد التبحر في العلوم فليحفظ المتون ؛ وذلك لأنها سهلة مختصرة، والنظم يكون محبباً للنفس لقصره وسجعه وجمعه المادة العلمية.
ومن المعلوم : أنه من أراد علم التجويد ؛ فإن العلماء يوصونه بحفظ متني" التحفة و الجزرية "، وبعض المشايخ يشترط في إعطاء الإجازة للطالب : أن يحفظ هذين المتنين جيدا ًمع الفهم لأبياتهما.