قال الشيخ الدكتور /أيمن رشدي سويد -تعليقا علي ما سبق- :"جعل الشارح التصحيح مرادفاً للتجويد، والظاهر- والله أعلم- أن بينهما عموماً وخصوصاً ؛ فكل من جوَّد القرآن صحح حروفه ولا عكس هذا إن قلنا : إن التصحيح هو أن يقرأه قراءة لا تخل بالمعني أو الإعراب، فكلمة التجويد : تشمل التصحيح وزيادة، وهذا التعريف يشمل" اللحن الخفي" و " اللحن الجلي " فاللحن الجلي : كتغيير الإعراب أو الإخلال بالمعني، واللحن الخفي : كعدم الهمس في المهموس والقلقلة في المقلقل فعندما نقول :" من لم يجوّد القران " يشمل كل ذلك، فالتجويد : يشمل" اللحن الجلي والخفي " فكل من ترك غنة أو إدغاما أو إخفاء أو قلقلة أو همسا أو مداً يكون آثما ؟ وعلي ذلك فالإثم له موضع اتفاق بين العلماء وموضع اختلاف ؛ فموضع الاتفاق هو : الإخلال بالمعني والإعراب، وموضع الاختلاف هو : صفات الحروف التزينية التكميلية التي تزيد بهاء الحرف ووضوحه دون أن تخرجه عن حيزه إلي حيز غيره ". ا هـ. بتصرف وبعض الزيادات.
أقول (حسن الورَّاقي ) : إن الأفضل أن نقول :" من لم يصححِ القرَان آثم " ؛ حتى يكون هذا الإثم يلحق من أخل بالمعني أو الإعراب مع المقدرة علي التعليم والتصحيح، وأيضا حتى لا نُأثِّم كل من وقع في اللحن الخفي علي الإطلاق ؛ فليس كل صاحب لحن خفي آثماً، والمسألة هذه فيها خلاف بين العلماء.
وقال الملا علي القارئ في المنح الفكرية : ص١٩ طبعة الحلبي :" من لم يصحح القران " : بأن يقرأه قراءة تخل بالمعني والإعراب كما صرح به الشيخ زكريا، خلافاً لما أخذه الشّراح منهم : ابن المصنف علي وجه العموم الشامل للحن الخفي ؛ فإنه لا يصح كما لا يخفي، وأغرب من هذا أن الشارح المصري (١) ) ضعف قول زكريا الأنصاري مع أنه شيخ الإسلام في مذهبه ".