قوله" باللطف في النطق بلا تعسف " : أي ينبغي علي القارئ ألا يبالغ في النطق بالحرف، كما نسمع من يتكلف ويتعسف في نطق" الهمزة " من (الأرض، الأرحام) وغير ذلك ؛ فتخرج كأنها مقللة، وكذلك المبالغة في "الباء"من "برق" و " الحاء " من "أحطت، حصحص" فتسمع الحرف كأنه مقلل من المبالغة في ترقيقه، وكذلك المبالغة في ترقيق " همزة الوصل" عند البدء بها من اسم الجلالة "الله"، وسبب ذلك التقليل هو : بسط الشفتين عند النطق بالحرف المرقق، وكذا ينبغي على القارئ : عدم ضم الشفتين عند النطق بالحرف المفخم أو الساكن، ويطلق بعضهم علي هذين العملين بـ " الابتسامة والقبلة " فيقولون : القراءة عبارة عن ابتسامة وقبلة ؛ يعني : تبتسم عند النطق بالحرف المرقق ببسط الشفتين، وتنطق الحرف المفخم كأنك تقبل أخاك، كناية عن ضم الشفتين عند النطق بالحرف المفخم أو الساكن المفخم لبيان التفخيم - زعموا -، وأخطئوا في ذلك ؛ لأن التعبير غير دقيق ؛ ولأنه يؤدي إلى مجاوزة الحد عند النطق بالحرف وإلى أخطاء كثيرة جداً بسبب هذه القاعدة، وما زلنا نعاني من تصحيح ذلك للطلاب ؛ لأنه منتشر بكثرة في دور التعليم والإقراء، ولا يهتم به كثيراً من المقرئين، وقد تكلمت على ذلك بالتفصيل وبينته في كتابنا " فتح العلي في بيان اللحن الجلي والخفي " ؛ فلينتبه كل طالب علم، وكل قارئ ومقريء إلي هذه الأمور ؛ لأنها منتشرة جداً ؛ وخلاصة القول نقول : إن القارئ الماهر: هو الذي يتوسط في قراءته دون إفراط ولا تفريط، ويتأتى النطق الصحيح لذلك كله : بمعرفة كيفية نطق الحركات( الفتحة و الضمة والكسرة ) والخالي منها، وهو : السكون، والله أعلم.
قوله "بفكه " : من الفك الذي هو الفم ؛ وليس من الكف بكفه كما قاله صاحب الأناشيد الإسلامية في شريطه الجديد.
* * *