قوله "ولا الض" المقصود به :"ولا الضالين" ؛ وإنما وقف الناظم علي" الضاد " بالسكون من "ولا الضالين" ؛ لأنها بدل عن" لام " التعريف كما وقف علي" لام " التعريف من قال:
دَعْ ذا وَقَدِّم ذا وأَلْحِقْنَا بِذَا ال......... بالشَّحم إنا قد قَلِلْنَاهُ يَحَلْ
والبيت من "بحر الرجز " وهو لغيلان بن حريث الربعي الراجز، وذكر محقق الكتاب الأستاذ / عبد السلام هارون : أن الشاهد فيه هو جواز فصل " الألف " و "اللام " مما بعده عند تذكر المتكلم شيئا ثم إعادتها عند التذكير متصلة بما بعهدها (١).
بعضهم قال: إن الناظم وقف علي "اللام" هنا لضرورة النظم ومنهم : ملا علي القارئ ورد َّالتعليل السابق بقوله : غير مفيد لوجه الاعتذار عن المصنف ؛ لأنه بعد الإدغام يصير" ضادا "مشددا لا يجوز فكه، مع أن القلب لا يصح إلا عند اجتماعه مع "الضاد" دون انفكاكه عنه علي أن الوقف علي" لام " التعريف وقطعه عن مدخوله لا يصح لا كتابة ولا قراءة بلا خلاف بين أرباب الدراية والرواية، فيتعين أن يكون فعل هذا للضرورة.
"تنبيه بخصوص هذا البيت والذي بعده "
ينبغي عدم التكلف والمبالغة في ترقيق" اللام "من قوله :" وليتلطف " وكذلك "الميم" من: " مخمصة، مرض " وكذلك" الباء " من " برق، باطل " وغير ذلك كما يفعله بعض الناس : من بسط الشفتين بتكلف فيخرج الحرف المرقق مقللاً، فيفرّ القارئ من محظور فيقع في محظور آخر أكبر منه، وكما قلت سابقا: إن النطق يكون وسطاً لا أن تفخم، ولا أن تبالغ في ترقيقه، وهذا يحتاج إلي مشافهة.
* * *
قول الناظم - رحمه الله - :
(................................... وَاحْرِصْ عَلَى الشِّدَّةِ وَالجَهْرِ الَّذِي )
قوله"واحرص " : بالواو، وفي نسخة أخري بالفاء " فاحرص ".