أخي الكريم : إن عبارة الناظم قاصرة عن المراد في سورة آل عمران حيث أطلقها ولم يقيد بما فيهم المقصود منها : إذ جاء فيها أيضا " أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله " الآية (٨٧) وهو مرسوم بالهاء، فقد يتوهم بعبارة الناظم " لعنت بها " أن كل ما جاء في سورة آل عمران فهو مرسوم بالتاء، فليس المراد عموما ما فيها كما سبق في " رحمت الزخرف" مع أن المتبادر من إطلاقها العموم، فرحم الله الإمام الشاطبي حيث تفطن لها وقيد ذلك في الرائية المعروفة بـ " عقيلة أتراب القصائد " في علم الرسم فقال:
........... والنور لعنتُ قل فيها، وقبل فنجعل لعنتَ ابتُدِرَا
قول الناظم - رحمه الله - :
( وَامْرَأَتٌ يُوسُفَ عِمْرَانَ الْقَصَصْ تَحْرِيْمُ مَعْصِيَتْ بِقَدْ سَمِعْ يُخَصّ )
قوله "وامرأَتٌ " : بالتنوين المرفوع علي أنه مبتدأ، وخبره محذوف تقديره : ومنها امرأتٌ
قوله " يوسفَ، عمرانَ " : بالنصب فيهما علي الظرفية، أي : امرأت الكائنة في سورة يوسف وآل عمران.
قوله " تحريمُ" : بالرفع والنصب علي نحو ما قلناه سابقا، وقيل بالنصب علي الظرفية، وقيل علي المفعولية.
فائدة :
كل "امرأة" ذُكِرَ معها زوجها فهي بالتاء، كـ " امرأت فرعون " وإن لم يذكر معها زوجها فهي بالهاء، وقال بعضهم في ذلك :
وامرأةٌ مع بعلِها قد قُرِنَتْ.... فَهَاؤُها بتَائِهَا قَدْ رُسِمَتْ
وقال المتولي - رحمه الله - في اللؤلؤ المنظوم :
وامرأةٌ مع زوجِهَا قَدْ ذُكِرَتْ.. فَهَاؤُهَا بِالتاءِ رَسْماً وَرَدَتْ
قوله "معصيت" : بسكون" التاء " للضرورة، وقال بعضهم : يجوز فيها التنوين علي الابتداء، والجر علي الحكاية، أقول : إذا نوِّنت " معصيةٌ " أو جرَّت، فإن البيت لا يستقيم ؛ فعلي التنوين تكون التفعيلة " متفاعلن" وعلي الجر تكون التفعيلة خمس حركات وسكون، والله أعلم.
قوله " بقد سمِعْ " : بسكون " العين " للضرورة.
قول الناظم - رحمه الله - :