فقد تكلم بعض الناس ممن ليس لديهم إجازات خاصة بالمتن - وغيرهم - ؛كمتن :" التحفة والجزرية والشاطبية " وغير ذلك، وقالوا : إن هذه الإجازات الخاصة بدعة قريبة أحدثها بعض الناس، ونفوا أن يقرأ الطالب المتن من أوله إلى آخره على شيخه ثم يأخذ فيه سنداً خاصاً، وقالوا : إن كل من قرأ رواية حفص على شيخه فهو يعتبر مجازاً في " التحفة والجزرية " بالتضمن ؛ أي : الإجازة بهما تدخل ضمن إجازة حفص.
ولبيان الحق في هذه المسألة، أقول وبالله التوفيق :
إن من نعم الله - عز وجل - على هذه الأمة ما أكرمها به وشرَّفها بالسند ؛ وهذا لم يكن موجوداً في الأمم السابقة، ومن المعلوم : أن هذا الأمر له فوائد ومزايا كثيرة ليس مجال ذكرها الآن (١) )، وعلى الرغم من هذا ؛ فإن بعض الناس تكاسل عن هذا الأمر، ولم يسعَ إليه ؛ بل البعض زهَّد غيره في السند، وقال : هذه ورقة لا قيمة لها، إلى غير ذلك من الأقوال التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وكما قيل : من جهل شيئاً فهو عدوٌ له أو الجاهل عدو ما يجهله.
فنعمة الله - عز وجل - على هذه الأمة بالسند( (٢) ) : نعمة عظيمة ليس في القرآن فحسب ؛ بل في الحديث، والعقيدة، والتفسير، واللغة، والفقه، والمتون الشرعية، وليس في ذلك فحسب ؛ بل هناك إجازات في غير ما ذُكِر : كإجازات الخطاطين، والشعراء، والأطباء، والإفتاء، والتدريس، وغير ذلك الكثير.
الرد على قولهم : إن هذه الأمر جديد وليس قديماً، وعلى نفيهم السند في قراءة المتن.
(٢) يحتاج مع السند العلم وهو الأهم، وانتقاء المشايخ المروي عنهم، وليس الأمر مقتصراً على السند فحسب دون العلم الشرعي.