يدل على أن من لم يتوكل على الله لا يكون مؤمناً، وإلا لضاع التعليق وليس كذلك؟
قلنا: (إن) هنا بمعنى إذ فتكون بمعنى التعليل كما في قوله تعالى: (وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).
* * *
فإن قيل: كيف التوفيق بين قوله تعالى: (ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ)
وبين قوله: (قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ) ؟
قلنا: معناه كتبها لكم بشرط أن تجاهدوا أهلها، فلما أبوا الجهاد قيل: (فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ)
الثانى: أن كل واحد منهما عام أريد به الخاص فالكتابة للبعض وهم المطيعون، والتحريم على البعض وهم العاصون
الثالث: أن التحريم مؤقت بأربعين سنة، والكتابة غير
مؤقتة فيكون المعنى أن بعد مضى الأربعين تكون لهم، وهذا الجواب تام على قول من نصب الأربعين بمحرمة وجعلها ظرفاً لها، فأما من جعل الأربعين ظرفاً لقوله: (يتيهون) مقدماً عليه، فإنه جعل التحريم
مؤبدا فلا يتأتى على قوله هذا الجواب، لأن التقدير عنده فإنها محرمة عليهم أبدا يتيهون في الأرض أربعين سنة، وهو موضع قد اختلف فيه المفسرون، والفراء من جملة من جوز نصب الأربعين بمحرمة ويتيهون، والزجاج من جملة من منع جواز نصبة بمحرمة.
ونقل أن التحريم كان مؤبداً، وأنهم لم يدخلوها بعد الأربعين، ونقل


الصفحة التالية
Icon