يعنى جبريل والملآئكة معه نازلين من السماء لنصرة
المؤمنين يوم بدر، وكذب في قوله: (إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ)
والله ما به مخافة الله ولكنه علم أنه لا قوة له بهم، وقيل: أنه لما رأى نزول الملآئكة على صورة لم يرها قط، خاف قيام الساعة التى هى غاية إنظاره فيحل به العذاب الموعود، وقيل معنى أخاف الله أعلم صدق وعده لنبيه بالنصر، وقد جاء الخوف بمعنى العلم ومنه قوله تعالى: (إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ)
ويحتمل عندى أن يكون خاف أن يحل به من الملآئكة ما دون الإهلاك من الأذى إن لم يخف الإهلاك، ثم أقول: كيف تؤخذ عليه كذبة واحدة، وهو أفسق الفسقة وأكفر الكفرة، فلا عجب في كذبه، وإنما العجب في صدقه؟
* * *
فإن قيل: أي مناسبة بين الشرط والجزاء في قوله تعالى:
(وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) ؟
قلنا: لما أقدم المؤمنون وهم ثلاث مائة وبضعة عشر على قتال المشركين وهم زهاء ألفاً متوكلين على الله، وقال المنافقون:


الصفحة التالية
Icon