ولم يقل لغريبان، ومنه قوله تعالى: (وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ)
وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ) وليس قوله تعالى: (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا) ولا قوله تعالى: (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا)
من هذا القبيل، لأن الأخبار ثم عن أحدهما لوجود لفظه أو هى لاثبات أحد المذكورين، فمن جعله نظير هذا فقد سها إلا أن يثبت أن أو في هاتين الآيتين بمعنى
الواو وفى هاتين الآيتين لطيفة وهى أن الكلام لما اقتضى اعادة الضمير على أحدهما أعاده في الآية الأولى على التجارة، وأن كانت أبعد ومؤنثة أيضا لأنها أجذب لقلوب العباد عن طاعة الله تعالى من اللهو، بدليل أن المشتغلين بها أكثر من المشتغلين باللهو أو لأنها
أكثر نفعاً من اللهو أو لأنها كانت أصلا واللهو تبعا لأنه ضرب بالطبل لقدومها على ما عرف من تفسير الآية، وأعاده في الآية الثانية على الإثم رعاية لمرتبة القرب والتذكير.
* * *
فإن قيل: ما فائدة قوله تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا)
وهى عند الناس كذلك أيضا في كل ملة سواء كانت الشهور قمرية أو شمسية؟


الصفحة التالية
Icon