قلنا: المراد بالفسق هنا الفسق بالكفر والنفاق لا مطلق الفسق، وذلك محبط للطاعات، ومانع من قبولها، ويعضده قوله تعالى: (وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ... الأية)
* * *
فإن قيل: لما عدل في آية الصدقات عن اللام إلى (فى) في المصارف الأربعة الأخيرة؟
قلنا: للتنبيه على أنهم أقوى في استحقاق الصدقة من ماسبق ذكره، لأن (فى) للظرفية والوعاء، فنبه بها على أنهم أحقاء بأن توضع فيهم الصدقات، ويجعلوا نصيبا لها، وذلك لما في فك الرقاب من الكتابة أو الرق أو الأسر، وفى فك الغارمين من الدين من التخليص والانقاذ، ولجمع الغازى الفقير أو المنقطع في الحج الفقير بين الفقر ومثل هذه العبادة الشاقة، وكذلك ابن السبيل جامع بين الفقر والغربة عن الأهل والمال، ولا يرد المؤلفة قلوبهم
لأن بعضهم كفار وبعضهم مسلمون ضعيفوا النية في الإسلام، فكيف يعارض بهم من ذكرنا، أو لأن الله تعالى علم أن وجوب إعطائهم
سينسخ فلذلك جعلهم في القسم المقدم الذي هو أضعف.
* * *
فإن قيل: لم كرر (في) في الأربعة الأخيرة. ولم تكرر اللام في الأربعة الأولى؟


الصفحة التالية
Icon