فإن قيل: ما فائدة إعادة ذكر المريض والمسافر؟
قلنا: فائدته أن الآية المتقدمة نسخ مما فيها تخيير الصحيح، وكان فيها تخيير المريض والمسافر أيضاً، فأعيد ذكرهما لئلا يتوهم أن تخييرهما نسخ كما نسخ تخيير الصحيح.
* * *
فإن قيل: قوله تعالى: (فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).
يدل على أنه يجيب دعاء الداعين، ونحن نرى كثيراً من الداعين لا يستجاب لهم؟
قلنا: روى عن النبى ﷺ أنه قال: ما من مسلم دعا الله بدعوة ليس فيها قطيعة رحم ولا إثم إلا أعطاه الله بها إحدى
ثلاث خصال، إما أن يعجل دعوتة، وإما أن يدخرها له في الأخرة.
واما أن يدفع عنه من السوء، مثلها، ولأن قبول الدعاء شرطه الطاعة لله، وأكل الحلال، وحضور القلب وقت الدعاء، فمتى اجتمعت هذه
الشروط حصلت الاجابة، ولأن الداعى قد يعتقد مصلحته في الإجابة، والله يعلم أن مصلحته في تأخير ما سأل أو منعه عنه، فيجيبه إلى مقصوده الأصلى وهو طلب المصلحة، فيكون قد أجيب
وهو يعتقد أنه منع.
* * *
فإن قيل: ما فائدة قوله تعالي: (تِلْكَ عَشَرَةٌ). ومعلوم أن ثلاثة وسبعة عشرة، ثم ما فائدة قوله: (كَامِلَةٌ) والعشرة لا تكون إلا كاملة، وكذا جميع أسماء العدد لا تصدق على أقل من المذكور ولاعلى أكثر منه؟