قلنا: فائدة قوله: (تلك عشرة). أن لا يتوهم أن الواو بمعنى أو
كما في قوله تعالى: (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ). ولا تحل التسع جملة فنفى في قوله: (تلك عشرة) ظن وجوب أحد العددين فقط، أما الثلاثة في الحج أو
السبعة بعد الرجوع، وأن يعلم العدد من جهتين جملة وتفصيلا، فيتأكد العلم به، ونظيره فذلكة الحساب وتنصيف الكتاب، وأما قوله: (كاملة)
فتأكيد كما في قوله تعالى: (حولين كاملين).
أو معناه كاملة في الثواب مع وقوعها بدلاً عن الهدى، أو في وقوعها موقع المتتابع مع تفرقها أو في وقوعها (موقع الصوم في الصوم في الحج) مع وقوع بعضها بعده أو في وقوعها موقع الصوم بمكة مع وقوع بعضها في غير مكة فالحاصل أنه كمال وصفاً لا ذاتاً.
* * *
فإن قيل: ما فائدة تكرار الأمر بالذكر في قوله تعالى: (فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ) ؟
قلنا: انما كرره تنبيهاً علي أنه أراد ذكراً مكرراً لا ذكراً واحداً، بل مرة بعد أخرى، ولأنه زاد في الثانى فائدة أخرى، وهى قوله: (كَمَا هَدَاكُمْ).
يعنى اذكروه بتوحيده كما ذكركم بهدايته.
ولأنه أراد