فإن قيل: كيف قال تعالى في سورة البقرة: (يذبحون) وفى سورة الأعراف (يقتلون) بغير واو فيهما، وقال هنا:
(ويذبحون) بالواو والقصة واحدة؟
قلنا: حيث حذف الواو جعل التذبيح والتقتيل تفسيراً للعذاب وبيانا له، وحيث أثبتها جعل التذبيح كأنه جنس آخر غير العذب، لأنه أوفى على بقية أنواعه، وزاد عليها زيادة ظاهرة، فعلى هذا يكون إثبات الواو أبلغ.
* * *
فإن قيل: ما معنى التبعيض في قوله تعالى: (لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ) ؟
قلنا: ما جاء هكذا إلا في خطاب الكافرين كقوله تعالى في سورة نوح: (يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ) وقوله تعالى في سورة الأحقاف: (يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وقال تعالى في خطاب المؤمنين في سورة الصف: (اأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ... إلى قوله: (يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ)
وقال في آخر سورة الأحزاب: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ)