أى في صدور المنافقين أو اليهود على
أختلاف القولين، وظاهره لأنتم أشد خوفاً من الله، فإن كان "من الله " متعلقاً بأشد لزم ثبوت الخوف لله تعالى كما تقول: زيد أشد خوفاً في الدار من عمرو، وذلك محال، وإن كان، "من الله " متعلقاً
بالخوف فأين الذي فضل عليه المخاطبون، وأيضاً فإن الآية تقتضى إثبات زيادة الخوف للمؤمنين، وليس المراد ذلك باتفاق المفسرين؟
قلنا: رهبة مصدر رهب مبيناً لما لم يسم فاعله، فكأنه قيل أشد مرهوبية، يعنى أنكم في صدورهم أهيب من الله فيها، كذا فسره ابن
عباس رضى الله عنهما، ونظيره قولك: زيد أشد ضرباً في الدار من عمرو يعنى مضروبية.
* * *
فإن قيل: كيف يستقيم التفضيل وهم ما كانوا يرهبون الله، لأنهم لو رهبوه لتركوا النفاق والكفر؟
قلنا: معناه أن رهبتهم في السر منكم أشد من رهبتهم من الله التى يظهرونها لكم، وكانوا يظهرون للمؤمنين رهبة شديدة من الله تعالى.
* * *
فإن قيل: كيف قال إبليس: (إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ) وهو لا يخاف الله تعالى لأنه لو خافه لما خالفه ثم أضل عبيده؟
قلنا: قد سبق هذا السؤال وجوابه في سورة الأنفال.
* * *
فإن قيل: ما فائدة تنكير النفس والغد في قوله تعالى: (وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ) ؟