سورة القلم
* * *
فإن قيل: كيف قال تعالى: (وَلَا يَسْتَثْنُونَ) أي ولا يقولون إن شاء الله فسمى ألشرط استثناء؟
قلنا: إنما سماه استثناء لأنه في معناه، فإن معنى قولك لأخرجن إن شاء الله، ولا أخرج إلا أن يشاء الله واحد، وقال عكرمة: المراد به
حقيقة الاستثناء: أي أنهم لا يستثنون حق المساكين، والجمهور على الأول.
* * *
فإن قيل: كيف سمى أوسطهم الاستثناء تسبيحاً فقال: (أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ) اى لولا تسثنون؟
قلنا: إنما سماه تسبيحاً لاشتراكهما في معنى التعظيم، لأن الاستثناء تفويض إليه وإقرار بأنه لا يقدر أحد أن يفعل فعلا إلا بمشيئته سبحانه، والتسبيح تنزيه له عن السوء، الثانى: أنه كان استثناؤهم
(قول) سبحان الله، الثالث: أن معناه لولا تنزهون أنفسكم وأموالكم عن حق الفقراء.
* * *
فإن قيل: كيف قال تعالى: (وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ) (ولا تكليف في الدار الآخرة؟
قلنا: لا يدعون إليه تكليفاً وتعبداً، ولكن ~توبيخاً وتعنيفاً على تركه في الدنيا.