وقوله: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ... الآية).
والدليل على أن المراد من الآية الإخبار
جملة لا تفصيلا إنه لما علم عباده أن يسألوه هذا المعنى أرشدهم إلى
طلبه مجملا بقوله: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ).
* * *
فإن قيل: كيف قال: (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا).
وقال فى حق النساء: (إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ).
ومعلوم أن كيد الشيطان أعظم من كيد النسوان؟
قلنا: المراد أن كيد الشيطان ضعيف في جنب نصرة الله تعالى
وحفظه لأوليائه والمخلصين من عباده، كما قال: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ).
وقال حكاية عن إبليس: (إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ).
والمراد بالآية الأخرى إن كيد النسوان عظيم
بالنسبة إلى الرجال، الثانى: أن القائل إن كيدكن عظيم هو
عزيز مصر لا الله تعالى فلا تناقض ولا معارضة.
* * *
فإن قيل: كيف عاب على المشركين والمنافقين قولهم: (وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ).