قلنا: قوله (لهمت) ليس جواب لولا بل هو كلام مقدم على لولا، وجوبها في التقدير مقول على طريق القسم، وجواب لولا محذوف تقديره لقد همت طائفة منهم أن يضلوك ولولا فضل الله عليك ورحمته لأضلوك.
* * *
فإن قيل: النجوى فعل ومن اسم فكيف صح استثناء الاسم من الفعل في قوله تعالى: (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ) قلنا: فيها إضمار تقديره: إلا نجوى من أمر بصدقة، فيكون إستثناء الفعل من الفعل ونظيره قوله تعالى: (وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ).
تقديره بر من آمن بالله.
* * *
فإن قيل: كيف قال: (إلا من أمر) ثم قال: (ومن يفعل ذلك) ؟
قلنا: ذكر الأمر بالخير ليدل به على خيرية الفاعل له بالطريق الأولى ثم ذكرالفاعل ووعده الأجر العظيم إظهاراً لفضل الفاعل المؤتمر على الأمر، الثانى: أنه أراد ومن أمر بذلك، فعبر عن الأمربالفعل كما يعبر به عن سائر أنواع الفعل وإذا كان الأمر موعوداً


الصفحة التالية
Icon