بالأجر العضيم كان الفاعل موعودا به بالطريق الأولى.
* * *
فإن قيل: كيف قال: (إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا).
أى مايعبدون من دون الله إلا اللات والعزى ومناة ونحوها، وهى من مؤنثة.
ثم قال: (وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا) أي ما يعبدون إلا الشيطان؟
قلنا: معناه أن عبادتهم للأصنام هى في الحقيقة عبادة للشيطان، أما لأنهم أطاعوا الشيطان فيما سول لهم وزين من عبادة الأصنام
(بالاغواء والاضلال أو لأن الشيطان موكل بالأصنام)، يدعوا الكفار إلى عبادتها شفاها، ويتزيا للسدنة فيكلمهم ليضلهم.
* * *
فإن قيل: كيف يقال: أن العبد يحكم بكونه من أهل الجنة بمجرد الإيمان، والله سبحانه وتعالى شرط لذلك العمل الصالح بظاهر قوله: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ).
وقوله (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ).
وإلا لما كان للتقييد فائدة؟
قلنا: إن المراد بالعمل الصالح الاخلاص في الايمان، وقيل الثبات عليه إلى الموت، وكلاها شرط في كون الإيمان سببأ لدخول الجنة.
* * *
فإن قيل: كيف قال: (مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ).
والتائب المقبول
التوبة غير مجزى بعمله، وكذلك من عمل سيئة ثم أتبعها حسنة،