به يغفر لمن يشاء من المؤمنين، ويعذب من يشاء، لا يصلح جواباً لقولهم؟
قلنا: المراد به يغفر لمن يشاء منهم إذا تاب من الكفر، وقيل: يغفر لمن يشاء ممن خلق وهم المؤمنون، ويعذب من يشاء وهم المشركون.
* * *
فإن قيل: كيف قال: (يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا) ولم يكن قوم موسي عليه الصلاة والسلام ملوكاً؟
قلنا: المراد جعل فيكم ملوكاً، وهم ملوك بنى اسرائيل، اثنا عشر
ملكاً لاثنى عشر سبط، لكل سبط ملك.
وقيل: المراد به أنه رزقهم الصحة والكفاية والزوجة الموافقة والخادم والبيت فسماهم ملوكاً لذلك.
* * *
فإن قيل: من أين علم الرجلان أنهم غالبون حي قالا: (فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ) ؟
قلنا: من جهة وثوقهم باخبار موسي عليه الصلاة والسلام بذلك
بقوله: (ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ)
وقيل: علما ذلك بغلبة الظن، وما عهداه من صنع الله تعالى بموسى عليه الصلاة والسلام في قهر أعدائه.
* * *
فإن قيل: قوله تعالى: (وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)