وقال الله تعالى :" ضرب الله مثلاً رجلاً " أي : مثل رجل ومثلاً قرية " أي : مثلا مثل قرية.
و " مثلا رجلين " أي : مثلا مثل رجلين.
وقال الله تعالى :" واضرب لهم مثلاً أصحاب القرية " أي : مثلا مثل أصحاب القرية.
وقال مرة أخرى :" إنما مثل الحياة الدنيا كماء " أي : مثل زينة الحياة الدنيا كمثل زينة الماء وزينة الماء نضارة ما ينبته.
وقال :" قادرون عليها " أي : على قطف ثمارها.
وقوله تعالى :" فيه شركاء متشاكسون " أي : في ملكه.
أي ضرب الله مثل عبد مشرك بين شركاء متشاكسين.
ومثله قوله تعالى :" إلا ما حملت ظهورهما أو لحوايا أي : شحم الحوايا.
وقال أبو علي في الآية : الذي حرم عليهم الشحوم والثروب.
قال الكلبي : وكأنه ما خلص فلم يخالط العصب وغيره.
فأما الحوايا فيجوز أن يكون له موضعان : أحدهما رفع والآخر نصب.
فالرفع أن تعطفها على " حملت ظهورهما " كأنه : إلا ما حملته ظهورهما أو حملته الحوايا.
والآخر : أن يريد : إلا ما حملت ظهورهما أو شحم الحوايا فيحذف الشحم ويقيم الحوايا مقامه.
والمعنى في الوجهين التحليل ألا ترى ما حملت الظهور محلل.
وكذلك إذا جعلت موضع الحوايا نصباً بالعطف على " إلاَّ ما حملَّت " كان أيضاً محللاً " وما اختلط بعظم " أي : الإلية.
والحوايا : المباعر وبنات اللبن.
ومثله :" سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ".
والتقدير فيه حذف المضاف كأنه : سواء منكم أسرار من أسر وجهر من جهر كما قال الله تعالى :" يعلم سركم وجهركم ".
وأما الجار في قوله تعالى :" سواء منكم " فيجوز أن يكون وصفاً لسواء تقديره : سر من أسر وجهر من جهر سواء ثابت منكم.
ويجوز أن يكون متعلقاً بسواء أي : يستوي فيكم.
مثل : مررت بزيد.
ويجوز ألا يكون : جهر من جهر منكم وسر من أسر منكم سواء.


الصفحة التالية
Icon