فإن ذلك لا يصح لأنه كما ذهب إليه في قوله : ونار توقد بالليل نارا ومثل حذف المضاف قوله تعالى :" إنه عمل غير صالح " أي ذو عمل فحذف المضاف.
ومثله قوله تعالى :" كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار " أي على كل قلب كل متكبر وذلك فيمن قرأ مضافاً أعني قلباً إذ لا يصح أن يقال : يطبع على جملة كل قلب من المتكبر.
إنما المعنى : أنه يطبع على القلوب إذا كانت قلباً قلباً.
وقد ظهر هذا المضاف في قراءة ابن مسعود : على قلب كل متكبر.
ومثله :" ثم لا تجد لك به " أي : بإذهابه وإغراقه.
ومن حذف المضاف قوله تعالى :" وما علمناه الشعر " تقديره : وما علمناه صناعة الشعر لأنهم نسبوه عليه السلام إلى ذلك في قوله تعالى :" افتراه بل هو شاعر ".
وقوله تعالى :" أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون " فنفى ذلك.
وليس المراد بهذا الكرم أنه لا يقيم بيتا لأن ذلك تكرر عليه مع صحة العقل والسمع بعد ألا يحفظه.
ألا ترى أن الصغار منا ومن يقرب من الأطفال قد يحفظون ذلك ويؤدونه.
والبيت الواحد يكون شعراً إلا أن قائله لا يكون شاعراً كما أن من بنى مفحصاً ودرجة ومعلفاً ونحو ذلك مما يقل يقال له بناء.
إلا أن فاعله لا يقال له بناء كما أن من أصلح قميصاً لا يكون خياطاً وإن كان ذلك الإصلاح خياطة.
ومن ذلك قوله تعالى :" وحرمنا عليه المراضع " أي : ثدي المراضع.
قال أبو علي : في الآية يجوز أن يكون جمع المصدر كأنه جمع مرضعاً مراضع.
ويجوز أن يكون جمع المصدر كأنه جمع مرضعاً مراضع على أنه صفة للمرأة مثل مطفل ومطافل فيكون التقدير : ثدي المراضع.
وعلى الوجه الأول : وحرمنا عليه الإرضاعات.
ومن ذلك قوله تعالى :" واسأل القرية " أي : أهل القرية.
كما قال :" فليدع ناديه " أي : أهل ناديه.