ومثله :" من العذاب المهين من فرعون " أي : من عذاب فرعون.
ومن حذف المضاف قوله تعالى :" لا يرجون لقاءنا " أي : لقاء رحمتنا.
ومثله :" قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور " أي : من ثوابها لإنكارهم وكفرهم بها في نحو قوله تعالى :" لا تأتينا الساعة " " وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا ".
فأما قوله تعالى :" كما يئس الكفار من أصحاب القبور " أي : من بعث أصحاب القبور يدل على ذلك قوله :" زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا ".
أو يكون : من مجازاة أهل القبور أي : لا يثابون ولا يعاقبون ويكون كما يئس الكفار الموتى من الآخرة فأضمر من الآخرة لجرى ذكره.
ويكون قوله من أصحاب القبور متعلقاً ب الكفار دون يئس محذوف لجرى ذكره.
ومن ذلك قوله تعالى :" جعل الله الكعبة البيت الحرام " أي : حج الكعبة ليكون في المعنى " قياماً للناس ".
ومنه قوله تعالى :" ولا تزال تطلع على خائنة منهم " أي : على ذوى خيانة منهم " إلا قليلاً ".
والاستثناء من المضاف المحذوف.
ومن حذف المضاف قوله :" لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة " أي : إلا نجوى من أمر.
قال أبو علي : قد تكون موضع من نصباً إذا استثنيته من المنتجين كما جاء " وإذ هم نجوى " أي : هم منتجون.
وقد يكون جزاء أي : لا خير في كثير من نجواهم إلا في انتجاء من أمر بصدقة.
ويكون هذا على قياس قوله :" ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ".
فهذا لا يكون من المنتجين ولكن على الانتجاء.
وإنما قال أبو علي : قد يكون نصباً على أصل الباب كقراءة ابن عامر :" ما فعلوه إلا قليل منهم " وقوله تعالى :" إلا امرأتك " إذا استثنيته من أحد ونصبته.
وأما قوله تعالى :" ما يكون من نجوى ثلاثة " فالأظهر فيه أن تكون ثلاثة وصفاً لنجوى.
والنجوى ها هنا مثله في قوله تعالى :" وإذ هم نجوى " ولا يكون جراً بإضافة النجوى إليه كقوله تعالى :" لا نسمع سرهم ونجويهم ".