فإذا كانت العدة الحيض وكان النهى قد حصل وثبت عن الطلاق في الحيض لم يجز أن يكون المراد إيقاع الطلاق في العدة وإذا لم يجز ذلك ثبت أنه لقبل عدتهن إذ ذلك هو الظرف وهو المأمور بإيقاع الطلاق فيه.
ومن ذلك قوله تعالى :" خذ من أموالهم صدقة تطهرهم " المعنى : خذ من مال كل واحد منهم.
ألا ترى أنه لا تفرق الثمانون على الجماعة إنما يضرب كل واحد ثمانين.
وإذا كان كذلك دل أن ما دون النصاب بين الشريكين لا يحتسب فيه شئ بظاهر قوله :" خذ من أموالهم ".
ومن حذف المضاف قوله تعالى :" فتيمموا صعيداً طيباً " هو على حذف المضاف كأنه قال : تيمموا استعمال صعيد.
ولا يكون على الظاهر وغير حذف المضاف لحلو اللفظ من الفائدة على هذا.
ألا ترى أن قوله " فامسحوا " يغنى عن ذلك.
وهذا الحذف ينبغي أن يكون على تأويل أبي حنيفة لأن أبا يوسف روى عنه فيما حكى الشيخ أنه قال : أمر الله في آية التيمم بشيئين : تيمم ومسح.
وفي قول زفر : لا يلزم أن يقدر هذا المضاف لأن المراد كان عنده المسح ولا ينبغي أن يكون المراد تيمموا الصعيد : اقصدوه.
لأن من الفقهاء من لم يذهب إليه لأن زفر كان المعنى عنده : امسحوا لأن زفر يقول : يصح التيمم بغير النية وأبو حنيفة يقول : لا يصح إلا بالنية لأن التيمم قصد والقصد هو النية.
وزفر يقيسه على الوضوء فيصير في الآية تكرار لأنه لا يقدر المضاف ولا يجعل التيمم النية.
ومن حذف المضاف قوله تعالى :" من أول يوم أحق أن تقوم فيه " أي من تأسيس أول يوم لا بد من ذا لأن من لا تدخل.
ومن ذلك قوله تعالى :" تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت " يجوز أن يكون الجار والمجرور صفة للمصدر المحذوف كأنه : تدور أعينهم دورا كدور الذي يغشى عليه أي : كدور عين الذي يغشى عليه من الموت أي : من حذر الموت أو : من خوف الموت أو : من مقارفته الموت.